تأثير الشبكة (Network Effect) وهي تعني كلما زاد عدد مستخدمي الخدمة كلما زادت أهميتها وقيمة الخدمة لدى الناس. ظاهرة مهمة للخدمات وعند تحقيقها تشكل حاجز على الخدمات الأخرى من منافستك، لأنه ليس من السهل أو السرعة تحقيقه. لكن من أين تبدأ؟

Brian Balfour تحدث في مقالته عن تأثير الشبكة من منظور حل مشكلة ما يسمى البيض أو الدجاجة من يأتي أولا (the Chicken or the Egg Problem)، المشكلة التي يقصدها أنه في معظم الخدمات أنت تحتاج إلى محتوى، ولكن المحتوى يحتاج مستخدمين، والمستخدمين لن يسجلوا (بالعدد الذي ترغب فيه) إلا بوجود محتوى، لاحظت المعضلة.
أعجبني في مقالته أنه فصل المشكلة لمجموعتين:
- المنصات والأسواق (Platforms & Marketplaces).
- المجتمعات والشبكات الاجتماعية (Communities & Social Networks).
المنصات والأسواق
المنصات مثل يوتوب أو Airbnb والأسواق مثل eBay أو سوق.كوم، عندما تكون خدمتك منصة أو سوق دورك يكمن في تقديم الأدوات اللازمة لفئة لتنتج أو تقدم قيمة، بينما هناك فئة أخرى تستهلك أو تشتري. مثلا، يوتوب هناك منتجين البرامج (منتجي المحتوى) وهناك في المقابل المتابعين لهذه البرامج (مستهلكي المحتوى). eBay هناك التاجر (يقدم ويعرض المنتجات) وهناك المشتري (يشتري تلك المنتجات).
المشكلة
إذا أنت في البداية، ماذا تفعل؟ هل تبدأ بالمُنتج والبائع؟ أو تحاول أن تقنع المستهلك والمشتري بقيمة الخدمة ليسجلوا، ومن بعدها لعل وعسى ذلك يُغري المُنتج والبائع باستخدام منصتك أو سوقك.
الحل
البداية تكون مع المجموعة غير المعتمدة على الأخرى في التقديم أو الإنتاج، مثلا مُنتجين البرامج على يوتوب والتجار في الأسواق وهكذا. عندما تعمل مقابلاتك – أكيد وجدت مجموعة تحتاج الخدمة أكثر من غيرها ركز، وأعمل مع هؤلاء في البداية؛ لأن التسويق في المشاريع الريادية التقنية يختلف عن غيرها.
مثلا، خدمتك سوق لبيع وشراء الكتب العربية. تبدأ بإقناع الكتاب المستقلين ودور النشر قبل ما تبدأ بإقناع المشترين أو التسويق لهم لأن ليس هناك أي دافع لهم للانضمام الآن. بالنسبة للكتاب المستقلين ودور النشر من المقابلات أدركت أن هناك فئة منهم يبحثون بشدة لسوق لعرض أعمالهم تبدأ مع هؤلاء أولاً، وركز على فئة محددة منهم وهم الذين أبدوا اهتماماً وحاجة مُلحة لخدمتك مثل فئة الكتب المخصصة لقصص الأطفال.
أنا أدرك تماما أنت سوق للكتب العربية عامة، ولكن كما ذكرت التسويق للمشاريع الريادية التقنية يختلف كليا عن غيرها، ولأنك تريد صنع ظاهرة تأثير الشبكة عليك أولا أن تبدأ مع فئة من سوقك تحتاج بشدة لخدمتك؛ وبالتالي تبدأ مع الفئات الأخرى تدريجيا. هذا سيحقق هدفين مهمين لك وهما:
- محتوى يُقنع الفئة الأخرى (المشترين والمستهلكين للمحتوى) بخدمتك؛ ومن ثم الاشتراك والشراء.
- إحداث ظاهرة الشبكة لإقناع كتاب ودور نشر أخرى للانضمام لك.
المجتمعات والشبكات الاجتماعية
Dribbble و Behance أمثلة مجتمعات مخصصة بينما تويتر، فيسبوك ولينكدإن أمثلة على شبكات اجتماعية. في نهاية الأمر، سواء كانت الخدمة مجتمعاً أو شبكة ذات طابع اجتماعي، فهي تهدف لربط الأشخاص مع بعضهم البعض لصنع قيمة. في المنصات والأسواق، هناك فئتان منفصلتان ولكلاً هدف وحاجة منفصلة عن الأخرى، وفي الغالب يتم ذلك في إطار علاقة تبادل ما بين منتج ومستهلك. بينما المجتمعات والشبكات الاجتماعية تهدف لربط الناس لذلك تأثير الشبكة مهم ومؤثر.
المشكلة
في المنصات والأسواق كانت الفكرة لحد ما واضحة وهي أن نبدأ مع الفئة التي تنتج أو تعرض المنتج للبيع، وبعدها تحدد فئة منهم تحتاج الخدمة ومستعدة للبدء معك، ولكن ماذا تفعل مع المجتمعات والشبكات الاجتماعية التي ليس لديها فئتان منفصلتان وواضحتان؟
الحل
لنبدأ بهذا المثال، تريد بناء خدمة مخصصة للقايمرز على شكل مجتمع، ومن المقابلات مع أفراد هذه الفئة أصبح لديك فكرة واضحة عنهم وعن ماذا يحتاجون. من نتائج هذه المقابلات تحدد فئة من هؤلاء القايمرز الذين أبدوا رغبة واحتياجاً شديداً للخدمة، وتسوق لهم الخدمة، وللأهمية أذكرك مجدداً التسويق للمشاريع الريادية التقنية مختلف عن غيرها. على الرغم من أنك تستهدف القايمرز عامة، ولكن في البداية لابد أن تركز جهودك على فئة منهم، وهذا سوف يساعدك بزيادة أعداد المستخدمين، وبعدها توجه جهودك لفئة أخرى من هؤلاء القايمرز وهكذا إلى أن تحقق ظاهرة تأثير الشبكة.
تأثير الشبكة مهم للخدمة وطرق تحقيقه تختلف من المنصات والأسواق عن المجتمعات والشبكات الاجتماعية، ولكن عند تحقيقه سوف يخدمك لصنع حاجز يمنع المنافسة.