fbpx

تركي فهد

كيف تجد فكرة مشروع مميزة و تتحقق من جدواها؟

سهل أن تجد فكرة لمشروع و لكن أن تأتي بتلك الفكرة التي تشغفك وترهقك من كثر التفكير بها لدرجة أنه كلما حاولت تجاهلها لا تغادرك – هذه الأفكار التي تستحق المخاطرة من أجلها ولكن كيف تجدها؟ و الأهم كيف تتحقق من جدوى تنفيذها؟

لنبدأ بقصة Evan Williams، الذي ساعد على تأسيس عدة شركات من أهمها Blogger، تويتر و الآن medium و جميعها تدور حول موضوع منصات النشر للأفراد. في مقابلة له (الفيديو الأسفل – أنصحك بمتابعة المقابلة لآخرها سوف تجدها مفيدة للغاية – تجده يتحدث عن لماذا هو مهتم بمساعدة الأفراد بالنشر وبناء تلك المنصات، تقريبا على دقيقة 11:00 يبدأ). يذكر أنه يجد في مساعدة الناس على نشر المعلومات و المعرفة شيء مُلهم ومهم للمجتمع (تذكر هذه النقطة سوف أعود لها لاحقا – و أسميها الدافع).


هنا رابط الفيديو في حالة عدم ظهوره معك بالطريقة الصحيحة.

Evan واضح انه شغوف بهذا السوق (منصات النشر للأفراد) والأكثر أهمية من هذا الشغف والاهتمام هو الدافع. الدافع ينبع من شيء عميق داخل الريادي نتيجة رسالة يود أن ينفذها من خلال مشروعه الذي هو شغوف به. الدافع ينعكس بوضوح على شخصية الريادي ومن خلال مشروعه، فعلى الرغم من أنه يبني منصات نشر موجهة للأفراد Evan يرى أنه يساعد الأفراد على نشر المعلومات و المعرفة فهذا دافعه من الاستمرار في هذا السوق وهو ما يجدد شغفه أيضا.

الوصول لهذا الدافع هو نتيجة الإجابة على سؤال بسيط “لماذا؟” لماذا تريد بناء هذه الخدمة؟ ما هو السبب الرئيسي المحرك لك؟ أو باختصار ما هو الدافع؟ أنا لا اتحدث عن الدافع بالمعنى المادي (الربح أو الشهره) بل هو أعمق كما وضحت في مثال Evan.  وهو يتجلى بوضوح عند الاستماع ل Simon Sinek وهو يتحدث في TED (الفيديو في الأسفل) أو من خلال قراءة كتابه Start With Why.


هنا رابط الفيديو في حالة عدم ظهوره معك بالطريقة الصحيحة.

الدافع مهم لأنه يُغذي الشغف و يساعد على تشكيل هوية المشروع وذلك بإضافة صبغة (إنسانية له) و تسهل التواصل العاطفي بين المستخدم والخدمة، وهذا جدا مهم لأنه يجعل الفكرة مميزة لا تستطيع أن تفارق ذهنك وبالتالي سوف تحرص على جعلها لا تفارق ذهن المستخدمين. الدافع ايضا يمثل “فلتر” لك عند اختيار اي فكرة مشروع (هذا بالطبع بعد أن تستوفي كل الشروط التي سأذكر لاحقا). والآن، بعد أن وضحت أهمية الدافع ، لنبدأ بالبحث عن الأفكار.

وجدت أسرع طريقتين لإيجاد فكرة مشروع هما

قبل أن أبدأ بذكر الطريقتين، هناك شيئين مهمين وهما : هل المشكلة تستحق الحل؟ و التحقق من صحة المشكلة (Validate the Problem).

المشكلة التي تستحق الحل لابد أن تستوفي هذه الشروط (كما ذكر Ash في كتابه Running Lean):

  1. هل هي شيء يحتاجه المستخدمين؟
  2. هل يمكن حل المشكلة أساسا؟
  3. هل المستخدمين مستعدين للدفع؟

و التحقق من صحة المشكلة (Validate the Problem) هو الهدف من المقابلات مع الفئة المستهدفة والبحث الذي تقوم به، هذه قائمة نصائح مهمة لهذه المقابلات. والآن للطريقتين:

الطريقة الأول : مشكلة تعاني منها

  1. تبدأ بمشكلة تعاني منها انت و تهمك.
  2. تبحث وتسأل آخرين هل لديهم نفس المعاناة (لمعرفة معلومات أكثر عن الفئة و التأكد ماهي المشكلة الحقيقية والحل المناسب لها). الهدف منها التحقق من صحة المشكلة أو ما يسمى (Validate the problem)، كما ذكرت سابقا.

الطريقة الثانية : سوق يهُمك

  1. تحدد سوق يُهمك/شغوف به.
  2. تجري بحث و مقابلات للتعرف على المشاكل التي تتعبهم في ذلك السوق (الهدف منها هو التحقق من صحة المشكلة).
  3. تركز على مشكلة واحدة مهمة لهم لحلها.

في الغالب، الطريقة الأولى يكون الإحساس بالدافع قوي لأنك تناقش وتحاول تحل مشكلة تعاني منها وتهمك. لكن، الطريقة الثانية قد ينجم عنها قائمة مشاكل تحتاج حل لذلك عليك (بعد أن تستوفي جميع الشروط التي سبق وأن ذكرت (هل تستحق الحل وجدوى المشكلة) بأن تختار ما يميل له دافعك بقوة. الدافع مهم لذلك سواء كانت الفكرة من الطريقة الأولى أو الثانية أربطها بذلك الدافع الذي سوف يغذي شغفك ويُلهمك لإنجازات كبيرة مع مشروعك.

لذلك عند الحديث أو شرح الخدمة لا تبدأ بماهي الخدمة؟ ولكن حاول دائما ان تشرح خدمتك من منظور “لماذا وجدت الخدمة؟” لأن هذا سوف يُظهر الدافع أكثر.

انهي مقالتي بهذه النصيحة – ابتعد عن هذا النهج الخاطئ لتطوير الأفكار لمشاريع:

والذي يبدأ هكذا : عندي فكرة ->تطور الفكرة->بعدها تبحث عن من لديه حاجة (مشكلة) تحتاج الخدمة، اذا وجدوا.

هذا النهج خاطئ، لأنك بنيت مشروع بالكامل على توقع من عندك من دون التأكد من هل المشكلة تستحق الحل أو تحققت من صحة المشكلة، وللأسف الكثير يقع في هذا النهج الخاطئ في تطوير الأفكار لمشاريع ممايؤدي لضياع الكثير من الجهد، الوقت والموارد.

حمل مسودة كتاب دليل البطل للمشاريع الريادية التقنية – وتعلم بالتفصيل كيف تتحقق من المشكلة، السوق و الحل.

اتمنى ان تساعدك هذه المقالة في إيجاد افكار مشاريع تُشغفك وتُذهل المستخدمين.

كتابي الجديد : العبور

هل تريد:

أن تقوي شخصيتك حتى تستطيع اجتياز التحديات والصعاب.

أن تتعلم كتابة الأهداف وإنجازها.

أن تثري حياتك بالمزيد من التجارب والعلاقات الجميلة.

إذن كتاب العبور مناسب لك، بغض النظر عن أي فئة عمرية تنتمي لها، أو في مرحلة من حياتك أنت الآن.

المزيد عن كتاب العبور

القائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية ليصلك تنبيه عن مقالات المدونة الجديدة و المحدثة.

سوف نرسل لك رسالة لتأكيد إنضمامك للقائمة البريدية. تأكد بأنها لم تُرسل للبريد المزعج أو قسم الإعلانات.

اقرأ المزيد

شارك مع صديقك