قووقل بلس تواجه الكثير من التحديات سواء كان من فيسبوك أو مقارنة الناس لها بتلك الخدمة، أو جعل المستخدمين يبقون بالخدمة لمدة أطول وغيرها الكثير. لكن في نظري السبب الذي ادى لوقوع الخدمة في هذه المشكلة من الأساس هو خطأ تسويقي و علاقات عامة (Public Relations أو كما يعرف بالإختصار PR) مما أدى لضياع هويتها وتشتيت ذهن الناس عن ما هي الخدمة وقيمتها لهم.
لنبدأ أولا بتعريف ما هو (Positioning) – هي الخطوات التي يقوم المختصين بالتسويق بها على اساس زرع الفكرة أو الصورة المراده عن الشركة أو المنتج بذهن الشريحة المستهدفة. الآن لنتعرف على (Positioning) الخاص بقووقل بلس، لما بدأت قووقل بالتسويق للخدمة “لنفترض” كما تزعم الآن، ان قووقل بلس ليست خدمة اجتماعية وإنما ترقية لقووقل ولخدماتها. المشكلة تكمن ان مثل هذا الحديث متأخر جداً وايضا عندما بدأت المدونات والمواقع الإخبارية التقنية تتحدث عن قووقل بلس وكيف انها تنافس فيسبوك وسوف تنهي زعامة فيسبوك لم نسمع احد يرد من قووقل على هذه الادعاءات وكأنما انتظروا هل ستكون من صالحهم ام لا، وعندما انقلبت عليهم ذكروا ان قووقل بلس ليس منافس لفيسبوك وانما ترقية لقووقل مستفيدة من البيانات الشخصية لتعطيك تجربة خاصة ونتائج أفضل.
بدأنا بشبكة اجتماعية وانتهينا مؤخراً بترقية لقووقل، هذا النوع من التسويق للخدمة يشتت الجميع ويفقدنا قيمة الخدمة. من اشد المعجبين بالخدمة وبما يمكن ان تقدم ولكن لست معجب بالتخبطات في التسويق والإعلان عن الخدمة. كنت اتمنى لو ان قووقل قامت بتسويق قووقل بلس على انها (Hub) و من ثم نمت إلى (Community) وركزت على ابراز هذه المميزات اكثر للجمهور ومنذ البداية، المزيد من التفصيل:
- (Hub) و من ثم (Community)، اقصد هنا ان جميع منتجات قووقل تجد في قووقل بلس المكان الذي جميعها ترتبط معا بسهولة ويسر وهذا هو قيمة الـ (Hub) وعندما تبني حول هذا مستخدمين محبين لهذه الخدمة فلقد بنيت (Community) حول عامل مشترك واحد وقويت علامتك. الصورة في الاسفل توضح بعض من الخدمات التي من الممكن ان تترابط مع قووقل بلس – وهذا ما تحاول أن تعمل عليه قووقل للخدمة (اتمنى).
- يقول Gundotra من ادارة قووقل ” قووقل بلس مجرد ترقية لقووقل” (المقابلة بالكامل). هذا جميل ولكن لخدمة بدأت تروج لنفسها على انها تجعلك تشارك بسهولة في ما يعرف بدوائر الخصوصية الخاصة بك – بالطبع هنا قووقل تحاول ان تجلب المستخدمين الذين تعبوا من مشاكل الخصوصية في فيسبوك ولكن عندما لم يكن هذا كافي تم تغيير التوجه نحو “انها ترقية”.
المشكلة الحقيقية كما قلت تكمن في كيف تعرف نفسك للمستخدمين بالجواب على السؤال: من أنت؟ وماذا أستفيد بتسجيلي بخدمة كقووقل بلس؟ كثرة الخيارات لا تنفع، لابد ان يتفق الجميع من يعمل أو يمثل قووقل أو قووقل بلس على شرح واضح وهدف صريح للخدمة. وهي ان قووقل بلس المكان الذي تترابط فيه جميع خدمات / منتجات قووقل بانسجام مما يساعدني كمستخدم ان ارى بالفعل القيمة الحقيقية فيه ومما يجعلني ارجع باستمرار للخدمة.
سيناريو بسيط، انا في حسابي البريدي Gmail ( هناك 350 مليون حساب بناء على رسالة Larry Page الرئيس التنفيذي لقووقل في يناير 2012) و وجدت رسالة في بريدي تحتوي على صورة يمكنني بسهولة مشاركتها لحساب صفحة المدونة في قووقل بلس وعندما وجدت هناك تجاوب كبير على الصورة التي تشرح تطور المشاريع الريادية عبر الوقت قررت ان اعمل مناسبة (Event) من قووقل بلس على هذا النشر. عند عمل المناسبة / الحدث تم تزامن هذا الحدث من قووقل بلس لبياناتي في خدمة التقويم من قووقل (Calendar) – ترابط ولا أروع.
النصيحة– سوق لقوتك وليس لهوس بناء أو منافسة فيسبوك، قووقل لديها Gmail، YouTube، Picasa، خرائط وغيرها الكثير وكل واحده من هذه الخدمات قوة بحد ذاتها و قووقل بلس يضيف لي “كمستخدم لقووقل” قيمة مضافة، أو “بلس”.
الدرس– حتى الشركات الكبيرة وبكل مواردها تخطئ في التسويق ومن المحزن أن يكون نتيجة هذا الخطأ أن نفقد خدمة جميلة ومفيدة أو ان لا تقدر كما ينبغي.
ما هو رأيكم فيما طرح في المقالة؟